عبد المحسن سلامة واسترداد هيبة نقابة الصحفيين
سعاد طنطاوى;210طباعة المقال المعركة المقبلة لنقابة الصحفيين معركة شرسة للغاية ومخطيء من تسول له نفسه انها مثل سابقيها من معارك الصحفيين الانتخابية فقد استطاع الأستاذ عبدالمحسن سلامة مدير تحرير الأهرام والمرشح لمنصب نقيب الصحفيين ان يلخص المعركة فى كلمة واحدة الا وهى " المهنية " بعد حالة الانقسام بين أعضاء مجلس نقابة الصحفيين وتصنيف الجميع على أساس الوطنية والعمالة نعم أن التحديات التى تواجه الصحافة الآن هى مهنية بالدرجة الاولى ، ثم يتبعها اى شيىء بعد ذلك ومن هنا فإن هذا التحديد يعيد نقابتنا لموقعها الصحيح الذى انحرفت عن مساره بضع سنوات فقدت معه هيبتها علي يد قلة استغلتها من اجل تحقيق مأرب سياسية وشخصية فجميعنا يدرك الازمة التى تمر بها الصحافة والنقابة معا سواء من وجود تشريعات بالية تحكمها رغم انه عفا عليها الزمن والمماطلة فى عدم صدور قانون الصحافة الجديد حتى الان والتحديات التى تواجهها صاحبة الجلالة أمام الضرورات الاقتصادية التى راكمها تعويم الجنيه على أسعار الورق وأحبار الطباعة فى ظل منافسة سرشة وغير شريفة من وسائل الإعلام الافتراضية والفضائيات الموجهة والتى تستهدف بالدرجة الاولى القضاء على المهنية وما يتبعها من عدم التزام بمواثيق الشرف لقد صدق سلامة حينما قال أن الجماعة الصحفية فى أزمة قد تصل الي المحنة وهو ما كان له انعكاس كبير على الشارع والمهنة ، أزمة تهدد مستقبل الصحافة والصحفيين بالخطر فى ظل تصاعد الازمات الاقتصادية التى تمر بها الدولة وتسببت فى اغلاق 122 صحيفة منذ مطلع أكتوبر 2013 حتى الثانى من فبراير الحالى فى الوقت الذى توزع فيه دولة مثل اليابان 70 مليون نسخة ورقية صباح كل يوم بينما توزع الهند 310 ملايين نسخة مما يؤكد أنها مهنة عفية وقادرة على ان تقف على قدميها – أذا وجدت صادق النية الذى يأخذ بيدها ويقيلها من عثرتها - وهو ما يستوجب بالضرورة دعم لمدخلات صناعة الصحافة بشكل عام حيث بات الحفاظ عليها جزء من الحفاظ على عقل الامة والذى يجب الا يقل عن دعم اى شيء أخر ومن هنا فأن الاحتشاد الزاخر للصحفيين و البالغ عددهم نحو عشرة ألاف صحفى يوم الجمعة القادم ينبغى أن يكون خلف " المهنية " التى داستها الاقدام مقابل تحقيق اغراض سياسية او مصالح شخصية ، فالمعركة مصيرية تستدعى تكاتف كل من المنتخبين و المرشحين سواء لمنصب النقيب أو لمقاعد مجلس النقابة حول القضية «المهنية» والتى بدونها سيسلمنا الوضع الحالى إلى اعلان الإفلاس وبالتالى انقراض المهنة، فى ظل تقلص قدرة الدولة على إعانة المؤسسات الإعلامية ماديا اعلم ان انتخابات نقابة الصحفيين القادمة تفتح ملفات ساخنة عن ضوابط العلاقة بين المُلاك ورؤساء التحرير، والمحررين وحقوقهم التأمينية والمالية، والحق في كادر خاص، ومشروعات النقابة المتعطلة، ومصادر دخل النقابة وسوء استثمار إمكانياتها، والحق في علاج لائق، وتحرير النقابة من سيطرة المجموعات المسيسة، والحق في قانون لحرية تداول المعلومات لا يكتفي بنصوص تكفلها، بل ومعها نصوص تفرض العقوبات على من يحجبها، ومواثيق شرف نابعة من داخل المهنة تحفظ للمهني حقه، وتحمي المجتمع وكرامة المهنة من أي تجاوز ينال من مصداقية الصحفي ، وكلها ملفات شائكة تحتاج الى حلول جذرية لا يقدر عليها الا رجل نقابى جرئ متوازن فى علاقاته يقدر قيمة المهنية قبل كل شيء مثلما اكد الاستاذ عبد المحسن سلامة بمعاونة مجلس نقابى يؤمن بضرورة استرجاع المهنية فى ظل نقابة قوية , نقابة مواقف وخدمات , لا نقابة شعارات وفى ظل اعتماد الصحف على نفسها تدريجيا بدرجة اكبر من ذلك !